hadile razane مراقبة العام
عدد المساهمات : 4078
| موضوع: هل نحتاج الى الإهانة في حياتنا الخميس أكتوبر 17, 2013 8:26 pm | |
|
روي عن فيلسوف روماني ... كان يحاور زميلا له, فعايره زميله بأنه لا يتقن اللغة الأخرى التي يناقشان ما ترجم منها, فانصرف الفيلسوف وعاد بعد عام فقط ... وقد ألف معجما لتلك اللغة التي كان يجهلها تماما .... أحيانا ... نحتاج للإهانة لتكون لنا دافعا للنجاح ... قد يستغرب البعض هذا الرأي على الرغم من صدقه وكما قال أحدهم ... الحقيقة قادرة على الدفاع عن نفسها ... بصدقها. والدليل على ذلك ... جرب أن يهينك أحدهم وينعتك بالجبان, ماهي ردة فعلك تجاه ذلك ...؟ أول ما سيتبادر إلى ذهنك ... هو إفتعال مشاجرة بينك وبينه لتثبت لنفسك أولا ... ثم للجميع أنك بخلاف ما وُصفت به. ثم بعدها ... أعتقد أنك ستغوص في بكاء لوحدك ... فالإهانة تؤلم النفس ... وإن جعلتك تتماسك حينها ... لم شعرت بالألم حينها ... هل لإعتقادك أنك لم تكن تستحقها ...؟ أم لأن تلك الإهانة جعلتك تبصر ضعفا في ذاتك لم تكن قد شاهدته قبلا أو كنت تغض الطرف عنه خوفا من مواجهة الحقيقة ... فبكيت حينها ... على نفسك ...؟ هناك نوعية جيدة من البشر ... يحلو لها أن تختبر قدراتنا أحيانا بطريقة مؤلمة إضطرارا منهم ... لكي توقظ قوة راكدة في النفس ... هم يعرفون أننا نملك تلك القوة ... لكن ربما لخجلنا من إظهارها ... أو ربما لجهلنا بتلك القوة نبدأ بتفصيل ستار بيننا وبين تلك الموهبة ... خشية الظهور .
الإهانة ... كثيرا ما تعطينا قوة لا نملكها في الحقيقة ...
يكون سببها غيرة على النفس ودفاعا عنها ... لنثبت أمام الملأ أننا بخلاف ما وصفنا به, المشكلة هنا هي جهلنا الطريقة التي نستطيع بها إثبات العكس ... قد نستطيع بعدة طرق ... منها ... الجلوس مع النفس ... وتجاذب أطراف الحديث معها, أحيانا نعجز أن نكون صادقين مع أنفسنا تماما . نخشى أن نعترف بضعفنا أمامها لتهدم كل قوة تصورناها عن أنفسنا, الخوف ضروري في بعض الأحيان لكن ليس إلى الدرجة التي تفقدنا مصداقيتنا ... حتى مع النفس ولكي نخفف من وطأة الإعتراف بالضعف . علينا أولا أن نعقد النية كخطوة أولى قبل الإعتراف ... أننا لن نستمر بهذا الضعف, وسنستخدم بدائل قوة تنجينا من ألمه. أحيانا تساعدنا الإهانة على خلق مفترق طرق لنا . لنغير مسار نهج إنتهجناه طيلة حياتنا, إعتقدناه أنه نهج صالح .لكن ربما لضعفنا أو كسلنا أو قلّة ثقتنا بنفسنا نتعامى عن تغيير الذات التي نحملها بين أرواحنا, لذا فالإهانة تجلي الطرقات أمامنا وتقوي بصرنا ... نحتاج للإهانة في حياتنا ... ربما لولاها لما إكتشفنا مداخل أدت إلى تفوقنا وأيضا إكتشافنا لذاتنا ... أتساءل ... لو لم يعاير الزميل ... الفيلسوف بجهله لتلك اللغة هل سيكون للفيلسوف الدافع لتعلم تلك اللغة والتي كانت سببا لشهرته بعد تأليفه للمعجم...؟
| |
|