عقلاء مجانين ، وهم لا يعلمون .. هو وهي ، انا وانت..!!!

نسبة الجنون والعقل لدي ، لديك ، لدينا ..

قيل لا يخلو العاقل في هذه الدنيا من ضرب من الجنون ، كما لا يخلو المجانين من ضرب من العقل والفهم
..لذا قيل المجانين العقلاء ..وما قالوا العقلاء المجانين وان كانوا موجودين وبكثرة،، فأنا و أنت منهم ؟؟
لا تتعجب اقرأ وستقر وتعترف بذلك ..

انطلاقا من هذه المقدمة ..أغوص معكم إلى الواقع ..ترى احدهم يتصرف أحيانا تصرفات لا تدل على
سلامة عقله ، ويسلك في أوقات أخرى سلوكا غير سويا ..فتجد احدهم يعمد إلى كأس أو جهاز ..فيركله
أو يرميه محطما إياه فيذره هباء منثورا .
وترى احدهم ينفق أموالا كثيرة على أشياء تافهة ، كساعة فلان أو حذاء فلان ، أو صورة فلان ..أو يتجسم
مشاق السفر على أمر تافه ، عبث ولهو ..الخ
وترى احدهم في لحظات غضب يتلفظ بكلمات وعبارات دالة على أن صاحبها ما عاد يملك عقلا ..وترى
احدهم يصيح ويصيح حتى تظن انك تشاهد كائنا غير ادميا ..

لا شك أن هؤلاء الأصل فيهم أنهم عقلاء غير مجانين ..لكن نسبة الجنون عندهم تتلاقح مع نسبة العقلانية
..فتمتزج بها لتولد لنا ذاك الجنون الآني أو المستمر لفترات زمنية ..

وهناك معنى أخر للجنون والعقل الشرعيين:
قال تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ )).[سورةالحجرات/04].
وقال تعالى: ((وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ)). [سورة المائدة/58]

فيروى عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه إذ مر به
رجل فقال بعض القوم: هذا مجنون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا مصاب ، إنما المجنون
على معصية الله تعالى)).
لقد أشار النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى من أبلى شبابه في المعصية فسماه مجنوناً.

أيها الأفاضل :
أترون أن بائع الذهب بالتراب عاقلا ؟
أترون أن بائع آخرته بدنياه عاقلا؟

أترون أن متبع شهواته وملذاته ، تاركا طاعة مولاه عاقلا؟
أترون المقصر في دراسته ، المتبع أحلام الحب والرومانسية عاقلا ؟
أترون المضيع وقته في اللهو والعبث عاقلا ؟

وما أكثر محطات الجنون وفقدان العقل عندنا ...
لكم واسع النظر لاضافة محطات جنونية ..لعلنا نستفيق ونتخلص منها ..
فكم هي نسبة الجنون عندنا ، إن كنا مثاليين فسندعي تمام العقل ..أو تمام الجنون .
وان كنا بين بين فما نسبة الجيم والنون؟ وما السبيل إلى التقليل منها؟
وبصدق هل شعر أحدكم انه يكاد يكون غير عاقل ،وما كان يدري ذلك..؟